أثر التهمة في الشهادات

د. محمود سعد محمود مهدي / أستاذ الشريعة المساعد بكلية الشريعة وأصول الدين جامعة نجران

إن العدالة حين تكون صفة للشاهد، فإن الشريعة تَرفع من
جانب التثٌبت فتُسْقِط عدالته أو ترد شهادته لمجرد التهمة؛
إذ النفس البشرية يطرأ عليها التغير، و العدالة قيمة مطلقة
في الإسلام.
لهذا جاء هذا البحث؛ ليدرس أثر التهمة في الشهادة.
فبعد تعريف التهمة والشهادة، شدّد البحث على العناية
بعناصر الإثبات في الفقه الجنائي؛ إذ هي طريقنا للوصول،
وهي طريق طويل تحتاج إلى طول نفس في الدراسة. ثم بيّن
أن الغرض من شرط العدالة حصول الثقة بالصدق، فالعَدْل
من كانت الطاعة أغلب حاله، يجتنب الكبائر ويحافظ على
ترك الصغائر، لكن قد ترد شهادته الشاهد دون أن تسقط
عدالته؛ إذ ليس كل تهمة مسقطة للعدالة.
فالتهم الحكمية ترد بها الشهادة، وقد لا تقدح في عدالة
الشاهد بخلاف التهمة الحقيقية التي يترتب عليها الفسق،
وعدم قبول الشهادة ونفي العدالة.