التغليظ بالأيمان // الشيخ . علي بن سليمان بن عبدالله الشويهي

قاضي محكمة ثار بمنطقة نجران

الحمد لله العظيم الجبار القائل في محكم كتابه (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم) . . وصلى الله على النبي المختار القائل : "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت" وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد:

            المبحث الأول : التغليظ باللفظ .

            الفرع الأول

            المراد بالتغليظ باللفظ

            جاء في الهداية :

            وقد تؤكد بذكر أوصافه وهو التغليظ ، وذلك مثل قوله : قل : والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الذي يعلم من السر والخفاء ما يعلم من العلانية ما لفلان عليك ولا قبل هذا المال الذي ادعاء وهو كذا وكذا ولا شيء منه .

            وجاء في درر الحكام :

            يجوز تغليظ وتشديد اليمين على قول في حال إلحاح الخصم بذكر صفات الله الجليلة عز وجل ، ففي تغليظ اليمين للمسلم يحلف بقوله : "والله عالم السر والخفايا الرحمن الرحيم بأني غير مدين لهذا المدعي ، وفي التغليظ للموسوي يحلف بقوله : والله الذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام ، وفي التغليظ للعيسوي ، والله الذي أنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام ، ولكن يجب ذكر الأوصاف بلا ذكر أداة القسم حتى لا تتكرر اليمين.

            وجاء في تبصرة الحكام :

            أما صفتها فهي في الحقوق كلها بالله الذي لا إله إلا هو ، والنصراني يقول في حلفه في اللعان وغيره باله فقط ، لأنه لا يلزمه تمام التوحيد ، لأنهم لا يعتقدون تمامه ، وأما اليهودي فإنه يزيد في حلفه الذي لا إله إلا هو إنه يقول بالتوحيد ، وروي عن مالك ، أنه يزاد على اليهودي "الذي أنزل التوراة على موسى" وعلى النصراني " الذي أنزل الإنجيل على عيسى" .

            وجاء في المهذب :

            وأما بالتغليظ بالفظ فهو مستحب ، وهو أن يقول : والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم الذي يعلم السر من العلانية .

            ويستحلف أهل الكتاب بقوله : "والله الذي أنزل التوراة على موسى لليهودي" و"الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى النصراني" .

            وجاء في المحرر :

            واللفظ أن يقول : والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة ،الطالب الغالب ، الضار النافع ، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ونحوه ، ويقول اليهودي : والله الذي أنزل التوراة على موسى ، وفلق له البحر ، وأنجاه من فرعون وملئه ، ويقول النصراني : والله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ، وجعله يحيى الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص ، ويحلف المجوسي "بالله الذي خلقه وصوره ورزقه" .

            فظهر أن الألفاظ التي ذكرها أهل العلم في تغليظ اليمين باللفظ متشابهة .

            ولذا جاء في بداية المجتهد : وأقاويل فقهاء الأمصار في صفتها متقاربة .

            فالمراد بالتغليظ باللفظ : تأكيد القسم بزيادة أسماء الله وصفاته أو أحدها .