النيابة عن الغير في الخصومات في الفقة الإسلامي / د. أحمد بن صالح البراك

د. أحمد بن صالح البراك [عضو هيئة التدريس بجامعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالخرج]

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102],{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم- ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد: يجب أن نعلم أن العلم علمان: علم التوحيد والصفات , وعلم الفقه والشرائع، فالأصل في علم التوحيد : التمسك بالكتاب والسنة , ومجانبة الهوى والبدعة , كما كان عليه الصحابة والتابعون , والسلف الصالحون - رضوان الله عليهم أجمعين - الذين أخفاهم التراب، وآثارهم بتصانيفهم باقية في هذا الباب، وأما علم الفقه والشرائع فهو الخير الكثير كما قال الله - عز وجل -: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269]، فعلم الفقه به يعرف الحلال من الحرام، فهو الحكمة الذي إذا أوتيها العبد فقد أوتي خيرًا كثيرًا، ونحن بصدد بحث مسألة من مسائل الفقه ألا وهي: النيابة عن الغير في الخصومات في الفقه الإسلامي.