الاستحالة و أحكامها في الفقه الإسلامي. / د.ياسين بن ناصر الخطيب

د.ياسين بن ناصر الخطيب [ عضو هيئة التدريس بكلية الشريعه بجامعة أم القرى ]

المقدمة
الحمدلله الذي شرع لنا من الدين ماينفعنا في دنياها وأخرانا، والصلاة والسلام على محمد قدوتنا وإمامنا ومولانا، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد: فإن الكثير من الأمور التي نحتاج إليها في هذه الحياة هي من صنع غير المسلمين، وهي مواد مأكولة في الغالب، ولايدري الإنسان من أي شيء تصنع هذه المواد، وماهي الأشياء التي تخلط مع بعضها حتى تستحيل على هذه الصورة التي نراها عليها، كم أننا نرى بعض المواد المصنعة مما يضر بالإنسان أو بالحيوان كما سمعنا عن( جنون البقر ) الذي يتغذى على مواد تصنع من بقايا الحيوانات، فتستحيل علفاً يتغذى به الحيوانات في دورة لاتنتهي.
ونسمع أن الكثير من الأدوية يدخل فيها شيء من الكحول إما لتغيير طعمها، لتكون مقبولة عند المريض، وإما لإذابة بعض المواد التي لاتذاب إلا بالكحول، وإما لتسكين الألم لكي لايحس المريض بالألم.
وهناك بعض المواد التي تُصنع من عظام الحيوانات مثل (الجلي) وهذه العظام لايدرى أهي من حي أم من ميت، من مأكول أم لا، من مذكى أم لا؟
وكذلك ما بحث في المجامع الفقهية بشأن المياه التي تجمع من الصرف الصحي وتضاف إليها بعض المواد لتستحيل إلى مياه  مستساغة لا ستعمال الآدمي شرباً أو غسلاً أو لغسل الملابس أو الأواني أو لبناء الدور، أو لسقي الزروع، وما شاكل ذلك هل يصح ذلك؟
ثم إن بعض اللذين يعملون الخمور في المعامل الكبيرة يسألون ما الحكم في المواد المتخمرة التي في المعامل، وهي كثيرة بأثمان باهظة، هل تراق كل هذه لو أردنا أن نغيّر المعمل من معمل للخمور إلى معمل يحيل هذه الأشياء المحرّمة إلى أشياء نافعة حلال؟