حكم التخدير حال استيفاء الحد./ د.هيلة بنت عبدالرحمن اليابس

د.هيلة بنت عبدالرحمن اليابس

الحمدالله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه, وعلى آله وصحبه أجمعين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن الله سبحانه شرع الحدود رحمة بالخلق, وإحساناً إليهم, وحفظاً لمصالحهم الضرورية, ولهذا أراد من المعاقب للناس على ذنوبهم أن يقصد بذلك الإحسان إليهم والرحمة بهم كما يقصد الوالد تأديب ولده, وكما يقصد الطبيب معالجة المريض, فيفعل مايحقق الزجر والردع عن تلك الذنوب.
ولكن: هل من المصلحة والرحمة تخدير المعاقب والمحدود حال استيفاء الحد؟ رغبةً في التعرف على الحكم الشرعي في ذلك والواقع المعمول به اليوم , بدأت بإجراء اتصالات ببعض القضاة في محكمة الرياض وبعض أعضاء هيئة التحقيق والادعاء وبعض ضباط التحقيق الجنائي في الشرط.
وجمعت ماناسب الموضوع من كلام الفقهاء- رحمهم الله- ورتبت كل ذلك في بحث عنوانه: (حكم التخدير حال استيفاء الحد) انتظمت خطته في: مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة. وأسأله سبحانه أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم, وأن ينفع به كاتبه وقارئه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين. والحمدالله رب العالمين.