حماية حقوق غير المسلمين في الشريعة./ د. محمد بن عبدالعزيز بن عبدالله المهيزع

د. محمد بن عبدالعزيز بن عبدالله المهيزع // المستشار في الديوان الملكي .

حماية حقوق غير المسلمين في الشريعة
إعداد
د.محمد بن عبد العزيز المهيزع

جاء الإسلام للناس كافة دون استثناء, قال تعالى: ﱹوما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمونﱸ , فمن آمن بهذا الدين فقد اهتدى إلى الطريق المستقيم, وسيظفر بالخير في الدنيا والآخرة, ومن أعرض عنه فهو حرٌ في اختياره لا يجبر على اعتناق الإسلام, ومع ذلك يحظى بكامل حقوقه باعتباره إنساناً في ظل هذا الدين العظيم, فالإنسان مكرم لأنه إنسان, منذ بدء الخليقة, وفضّله الله على كثير ممن خلقه, وخلقه الله في أحسن تقويم, وزوده بالعقل وكل ما يمكنه من الحياة الكريمة, كما سخر له الكثير من المخلوقات ليستفيد منها في حياته. وجاء الإسلام بالعدالة المطلقة في جميع الأوقات في السلم وفي الحرب, قال تعالى: ﱹاليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرينﱸ, وكما أمر الله بالعدل فقد نهى عن الظلم, ولذلك فإنه عندما انتشر الإسلام في الأرض, وكان هناك من لم يعتنق الإسلام وبقي على ديانته, فإن الدولة الإسلامية حفظت لهم حقوقهم كاملة, وعاشوا في ظل الدولة الإسلامية متمتعين بحقوقهم كاملة, فحماية حقوق الإنسان في الشريعة هي لكل إنسان وليس للإنسان المسلم فقط.