الامتناع عن إسعاف المريض ( فقهاً ونظاماُ ) / إعداد د.هالة بنت محمد بن حسين جستنية .

رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية للبنات بجامعة أم القرى بمكة المكرمة .

الامتناع عن إسعاف المريض

(فقهاً ونظاماً)

 

 

مقدمة

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين؛ محمد الذي بعثه ربه رحمة للعالمين, ونصيراً للمظلومين, ومغيثاً للملهوفين. وعلى آله وأصحابه أجمعين, أما بعد:

فقد جاءت الشريعة لتتمم مكارم الأخلاق. ومما يعد من جميل الأفعال ومكارم الأخلاق: دفع الضرر, بقضاء الحاجات, وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات, وهو خلق النبي r, قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله  r يوم أن جاء فزعاً من الغار في بداية الوحي: (كلا والله ما يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم, وتحمل الكلّ, وتكسب المعدوم, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق ).

والطب مهنة من أشرف المهن, وباب خير عظيم؛ إذا ما روعي فيها سلوك الخلق الكريم, بتقديم يد العون والمساعدة إلى الناس, واستنقاذ حياتهم, وقضاء حوائجهم.

ومن يطلب العون يكون مريضاً أو عاجزاً, أو مكروباً, وفي كل الأحوال؛ فإن إعانته تفريج لكربته. قال ابن عبد البر: قال:r( إن لله عباداً خلقهم لحوائج الناس؛ هم الآمنون يوم القيامة). و قال:r (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه).