التبصرة في استعمال مياة الصرف بعد التنقية // الشيخ . محمد بن سعيد بن عبدالله آل مثيب القحطاني

القاضي بالمحكمة العامة في المدينة المنورة.

الحمد لله حمد الخاشعين الوجلين، وأستعينه – سبحانه – على ما قصرت دونه آمال المسترشدين، وأستهديه وحده لبغية الحق واتباع المنهاج المستبين، وإعوذ به من حال المغضوب عليهم والضالين، وأصلي على المبعوث رحمة للعالمين، النبي الأمي الأمين، شرع للأمة أمور الدين، لتكون تبصرة للأولين والآخرين، فشرع لهم أكمل ملة وأقوم دين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من النوازل في هذا الزمان مياه الصرف الصحي، فقد توصلت وسائل التقنية الحديثة إلى وسائل لتحويل المواد النجسة إلى مادة طاهرة – على حد ما يقال – فقد ذكروا أن الماء المخلوط بالنجاسات يمر بمراحل ومحطات تنقية لتخليصه وتنقيته من النجاسات، بعد إضافة مواد كيماوية، حتى يأخذ الماء لونه وريحه وطعمه الطبيعي، ولم تكن هذه معروفة من ذي قبل وإنما استجدت بالناس في الغرب أولاً، ثم نزلت بأرض المسلمين، مما أوجب البحث عن حكم هذا الماء، والنظر في مدى جواز استعماله في الشرب والأكل والطهارة، والداعي إلى بحث هذا أنه استجد في هذا الموضوع أمور أوجبت بحثه، وقد جعلته موسوماً بـ(التبصرة في استعمال مياه الصرفه)، بعد التنقية، وجعلته مقسماً على مباحث تشتمل بعضها على فروع.
وأسأل الله تعالى أن يتقبل مني هذا، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعنا به في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.