أحكام وآدب كاتب القاضي في الفقه الإسلامي // د. أحمد بن صالح البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات بالرياض .

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين  .  أما بعد :
فإن من مقصد الشريعة الأعظم جلب المصالح ، ودرء المفاسد وإزالتها ، ومحصل ذلك إصلاح حال الإنسان ، ودفع فساده ، ففي صلاحه صلاح العالم وأحواله ، وفي فساده حصول ضد ذلك .
ولما كان من طابع كل اجتماع بشري أن يحصل فيه ما يحصل من خصومة واختلاف لأن ذلك من ضرورات الاجتماع ، من هنا كان لابد من تخاصم الناس في الآراء وفي الحقوق وغيرها وهذه الخصومات والاختلاف التي تقع بين الناس إذا تركت لشهوات المتخاصمين وأهوائهم ولم يوضع لها حدود ولم تراع فيها آداب كانت شراً مستطيراً وفساداً كبيراً .
لذا جاء الإسلام معالجاً لذلك ، فشرع القضاء بين الناس حينما يختلفون ويتنازعون ، حفظاً للحقوق ، وعصمة للدماء والأعراض ومصلحة عامة للجماعة والأفراد .