سد الذرائع وعلاقتها بمقاصد الشريعة // د. محمد بن سعد بن محمد المقرن

الأستاذ المشارك في قسم الثقافة الإسلامية كلية التربية جامعة الملك سعود .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ،  أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ، ورضي لنا الإسلام ديناً ، وقد شهد بذلك سبحانه من فوق سبع سموات وكفى بها فخراً لهذه الأمة قال تعالى : ) اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً (المائدة  ومن لوازم كمال هذا الدين أنه صالح لكل زمان ومكان ، فهو صالح أن يكن حكماً للناس في جميع شؤونهم الدنيوية والأخروية ، ولهذا كان باب الاجتهاد لمن كان واجداً لآلته مفتوحاً إلى أن يرث الله الدنيا ومن عليها ، ولا يخفى على كل طالب علم أن باب الاجتهاد باب واسع ، ليس هذا موضع الحديث عنه ، وإنما المراد بيان أن من ركائز هذا الباب قاعدة عظيمة ، تلقتها الأمة بالقبول ، وعمل بها جل العلماء من السلف والخلف ، رضوان الله عليه أجمعين ألا وهي قاعد " سد الذرائع ".