الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
فإن الله أكمل للمسلمين دينهم ، وشرع لهم شريعة خاتمة ، تكفل للإنسان حياة آمنة مطمئنة بما شرعته من أحكام تنظم علاقة العبد بربه وعلاقته ببني جنسه.
وحرصت أشد الحرص على المحافظة على ضرورات الحياة ، فحرمت الجرائم التي تتعرض لها ، ورتبت على فعل هذه الجرائم عقوبات تكفل المحافظة عليها ، ومما شرعته : الحدود لجرائم معينة ، ومن هذه الجرائم ما يكون الاعتداء فيه على فرد ، هل تطبيق الحد على المعتدي كافٍ ، أو يبقى حق للمعتدى عليه ؟
هذا ما أريد بحثه بعنوان (حقوق الآدميين في جرائم الحدود).
أهمية الموضوع:
المتبادر للذهن أن مرتكب الجريمة الحدية يطبق عليه الحد ، فالزاني البكر يجلد ، والثيب يرجم ، والسارق تقطع يده ، وهكذا ، ويظن بعض الناس أن الأمر ينتهي عند هذا الحد ، ولا يدرك أن أموراً أخرى ربما ترتبت على هذه الجريمة الحدية ، ولذا كان بيان هذه الأمور من الأشياء المهمة .