المعاوضة على الكفالة // د . علي بن راشد الدبيان

القاضي بوزارة العدل ورئيس تحرير مجلة العدل

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير البشرية أجمعين ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد:

          فإن من كمال الشريعة الإسلامية الغراء أنها جاءت مراعية في أحكامها معاني سامية جليلة تحرك في النفوس مكنون الإحسان والإرفاق بالآخرين ، وتجعل لتصرفاتهم سمواً للارتقاء لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم ، وصلاً لعلق التعاون والتكاتف بين المؤمنين ، وإشاعة لروح التعاطف والتراحم بينهم ، وهو مقصد شرعي كلي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة في مثل قوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) "المائدة:2" .

          وقوله سبحانه : (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) "البقرة:195". وقوله عز من قائل : (إن الله يأمر بالعدل  والإحسان) " النحل:90". وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ : "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ".