البصمة الوراثية وأثرها في النسب // د. بندر بن فهد السويلم

الاستاذ المشارك بقسم الفقه - كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين, أما بعد:
فإن الله تعالى بعث رسوله الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم شاهداً ومبشراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, وأكمل سبحانه برسالته الإيمان, وأتمه فلا ينقصه, ورضيه للناس فلا يسخطه.
قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ).
لقد جاءت الشريعة الإسلامية كاملة شاملة, مع مقومات تكفل لها البقاء والصمود, وتوفر في أحكامها علاجاً لجميع القضايا والمشكلات, في أي مكان وأي زمان, على أسس سليمة متوازنة تراعي متطلبات الحياة وحاجات البشر, ولهذا كانت مليئة بكل ما يغني المسلمين عن غيرها ويكفيهم عما سواها.
وقد أخبر المولى عز وجل أن أموراً يظهر استكشافها في أقطار السموات والأرض من الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والرياح والأمطار والرعد والبرق والصواعق والنبات والأشجار والجبال والبحار وغيرها, وفي أنفس الناس من لطيف الصنعة وبديع الحكمة, في أكل الإنسان وشربة وفي عينيه وفي أذنيه, وانتقال أحوال الإنسان من نطفه إلى غير ذلك.
قال الله تعالى: ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ).
وفي هذا دلالة واضحة على أن الحقائق العلمية التي يكشفها الإنسان ما هي إلا علامات وبيانات على وحدانية الله عز وجل وقدرته العظيمة وأنه بكل شيء محيط.