حجية السوابق القضائية // إعداد . عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

باحث في مجال الفقه والقضاء

 

الحمد لله أحق الحمد وأوفاه، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه من والاه، أما بعد:

فإن دراسة فقه الشريعة من أعظم ما تصرف فيه الأوقات، ويتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، فهو عبادة عظيمة، وقربة جليلة، فإن طالب العلم الشرعي بمنزلة المجاهد في سبيل الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا الخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله" ، وقد أمر الله في القرآن الكريم أن ينبري من عباده المجاهدين فرقة للتفقه في الدين، قال تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) ، والعلم بفقه الوحيين –الكتاب والسنة- من إرادة الله الخير للعبد كما في قوله تعالى : (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب) وكما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".

ومن المسائل التي يكثر لوكها من قبل كثير من الكتبة : مسألة اختلاف القضاة في أحكامهم وأن القاضي يحكم بحكم، وبعد فترة يحكم بحكم مخالف لحكمه الأول مع تشابه الواقعتين ، ولذا رغبت بحث هذه المسألة ، بدارسة جذورها النظامية لدى المدرستين النظاميتين الشهيرتين : المدرسة اللاتينية وتتزعما فرنسا، والمدرسة الانجلوسكسونية وتتقدمها انجلترا.