حجية الوثيقة الالكترونية // د. عبدالرحمن بن عبدالله السند

استاذ الفقه المساعد بالمعهد العالي للقضاء بالرياض .

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

          فإن من أشرف العلوم وأجلها الفقه في دين الله، ولذا حث عليه الشارع الحكيم ورغب فيه، قال الله تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه : "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"، وإن من الفقه في دين الله معرفة الأحكام الشرعية للنوازل والمستجدات المعاصرة.

إن ما يحصل من تغير في العالم المعاصر وتطور في وسائل الاتصال، ونقل المعلومات، وإجراء العقود، وتنفيذ التعاملات، يتطلب من أهل الاختصاص الشرعي أن يولوا تلك الموضوعات أهمية بالغة في بيان أحكامها الشرعية، وشريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، وما من حادثة تحدث في واقع الناس إلا ولها حكمها في شرع الله، وإنما يتطلب الأمر نظر أهل العلم والشرع فيما نزل بهم من وقائع، وتخريج ذلك على أصول الشريعة وقواعدها.