حكم من أساء في مخاصمته أو ادعى باطلاً // د. أحمد بن صالح البراك

استاذ الفقه بجامعة الرياض للبنات ،ومستشار وكالة وزارة التعليم العالي لكليات البنات .

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ، (يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً) ، (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً [70] يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).

          أما بعد:

          فإن شريعة الله كاملة شاملة ، جاءت لمصالح العباد والبلاد، لأنها صادر من رب حكيم عليم بعاده، فما من خير إلا شرعه لهم ، وما من شر إلا حذرهم منه ونهاهم عنه، ومن ذلك ما شرعه الله لعباده وأحكام تعالج ما يقع بينهم، حينما يحصل بينهم ما يحصل من اختلاف وشقاق، ناتج عن ضرورات الاجتماع وطبائع النفوس ، مع ما يصحب ذلك من إطاعة للهوى وشح متبع ، وطاعة لشياطين الإنس والجن.

          إلا أن بعض الناس- نتيجة لما لدينه من مرض قلبي أو خلل اجتماعي- ، يدعي على الأبرياء دعاوى هم برآء منها ، أو يدعي تملك ما عند الغير كذباً وبهتاناً ، أو يعمد إلى تزييف وتغيير البينات أو منارات الأرض، أو يعمد عند مخاصمته إلى إساءة الأدب، والتطاول على القاضي، أو أحد أعوانه، أو الخصوم، ونحو ذلك من أمور.