الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

            أما بعد ، فهذه فتوى في استحقاق الأب حضانة بنت سبع سنين دون الأم للإمام العلامة عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل الزريراني ، ثم البغدادي الحنبلي المتوفى ببغداد سنة (729هـ) ، فقد وجه إليه أحد طلاب العلم من الحنابلة سؤالاً سأل فيه عما نقل عن الإمام أحمد من تسليم البنت بعد سبع سنين إلى أبيها من غير تخيير ، هل هذه المسألة من اجتهاد الإمام أحمد لم يسبقه أحد إلى قول بذلك ؟

            وطلب البيان بالدليل ، وقد أجاب المؤلف على هذه المسألة ذاكراً كلام الأئمة الأربعة فيها مقدماً مذهب الإمام أحمد ، ثم باقي الأئمة على ترتيب زمانهم ، وقد أجاب المؤلف على المسائل التالية :

1-   مسألة حضانة الولد ذكراً أو أنثى قبل بلوغه سبع سنين ، وبعد بلوغه سبع سنين ، وقبل زواج أمه وبعد زواجها .

2-   مسألة ثبوت الحضانة للكافر على المسلم .

3-   مسألة ثبوت الحضانة للرقيق على الحر .

4-   مسألة ثبوت الحضانة للفاسق ، والمجنون ، والمعتوه ، ومضيع الطفل .

وقد استوفى المؤلف ـ رحمه الله ـ الكلام على هذه المسائل بالأدلة ، فلما رأيت من لهذه الفتوى من أهمية ، وأنه لم يسبق نشرها رغبت في تحقيقها ونشرها ، راجياً أن ينفع الله بها .