الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا من فوق سبع سموات بأنه سبحانه قد أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا ، قال تعالى : (اليوْم أكْملْتُ لَكُم دِينكُمْ وأتْممتُ عليْكُم نِعمتي ورضيتُ لَكُمُ الإسلامَ ديناً) ، وهذا يدل على أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فإن هذا من لوازم كمال الدين .
وأن من الدين إثبات القوامة الزوجية للزوج بضوابطها الشرعية ، فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم (الرجالُ قوّاموُن على النِساء) ، وإن هذا القوامة من تمام نعمة الله تعلى علينا ، فإنها ملائمة ومناسبة لكل من الرجل والمرأة وما الله عليه نم صفات جِبِلّية ، ومن استعدادات فطرية .
إلا أنه مع تبدل الأزمان ، وتداخل الثقافات ، ومحاولة أعداء المسلمين تشويه صورة هذا الدين الحنيف ، بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة ، بل بطرق ظاهرها الرحمة ، والشفقة والعطف على المرأة ، وباطنها العذاب ، كل هذه الأمور ، مضافاً إليها سوء الفهم لدى الكثير من المسلمين لمعنى القوامة ووظيفتها الشرعية ، جعل من الأهمية الحديث عن هذه الوظيفة الشرعية السامية بما يوضح حقيقتها الشرعية ، ويبين زيف تلك الشبه والادعاءات التي وجهت لهذا الدين عبر القوامة الزوجية في الشريعة الإسلامية .
وقد حاول الباحث من خلال هذا البحث الإسهام في معالجة هذا الموضوع معالجة يرجو أن يكون وفق فيها للصواب .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .