مسؤولية سائق السيارة في ضوء الفقه الإسلامي // د . عبدالعزيز بن عمر الخطيب

الأستاذ المشارك في جامعة الملك خالد بأبها كلية الشريعة وأصول الدين في قسم الفقه.

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وعلى من اقتفى أثرهم إلى يوم الدين ، أما بعد :

          فإن موضوع مسؤولية سائق السيارة من الموضوعات المهمة التي تحتاج من أهل العلم والبحث مزيد عناية لبيان حكم الشرع في حوادث ما فتئت تزداد يوماً بعد يوم .

          ولعل الطريق الأمثل في ذلك هو جمع الأصول والقواعد العامة ، والخاصة ، التي تنتظم كثيراً من المسائل ، وتضمن لكل ذي حق حقه .

          وللعلم نقول : إن فقهاءنا المتقدمين لم يغفلوا هذا الجانب من الحياة ، بل توسعوا فيه بما يناسب ما كان معروفاً في زمنهم من وسائل النقل كالدواب والسفن الشراعية ، ولكن كلامهم المبني على مآخذ الأحكام الأصيلة من قرآن وسنة وإجماع وقياس يضع أمام الباحث المعاصر أصولاً عامة يمكن تطبيقها على كل ما جدّ ويستجدّ في عالم المواصلات الأرضية والبحرية والجوية ، مع ضرورة الملاحظة للفوارق بين الوسائل القديمة والجديدة ، وبين نظام السير القديم والجديد .

          ولعلنا في هذا البحث نؤدي جزءاً من هذا الواجب في بيان أحكام ما يستجد في حياة الناس ، ليبقى الشرع بأحكامه العادلة الواضحة هو الحكم في الناس إلى قيام الساعة .

          وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .