نفوذ الحكم القضائي في الفقه الإسلامي // د. محمد بن عبدالله الملا

عضو هئية التدريس بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود

الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحابته أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :

فإنه لما كان الاجتماع البشري ضرورة قائمة لحاجة بعض البشر إلى بعض،إذ الإنسان لا يستطيع أن يعيش منعزلاً وحده ، كان لا بد من أن ينشأ عن الاجتماع اختلاف وتنازع ، لأن العقول متفاوتة والأغراض متباينة ، وينشأ عن ذلك تضارب الآراء التي تفضي إلى الخصومات ، والتعدي على الحقوق والحرمات ، ولا يرتفع ذلك إلا بنظام يرعى الحقوق ، ويدفع الفساد ، وذلك لا يتم إلا بإقامة نظام القضاء ، الذي هو ضرورة من ضرورات الحياة ؛ لأنه يؤدي إلى تحقيق العدل الذي تقوم عليه المجتمعات ، وحاجة الناس إليه ماسة حتى يسود الأمن ، وتصان الحقوق ، وتحفظ الحرمات .|
وإن ثمرة القضاة فض المنازعات بين المتخاصمين بالعدل ، وإنصاف المظلومين ممن ظلمهم بحكم لازم يخضع الجميع له ، وهذا يعني أن هناك آثارا تترتب على صدور الحكم بها تتحقق الغاية التي من أجلها شرع القضاء .

وإن من أهم تلك الآثار التي تترتب على الحكم القضائي : نفوذه . لذا رأيت أن أتناول هذا الأثر في هذا البحث الذي سميته : "نفوذ الحكم القضائي في الفقه الإسلامي"..