من أدب القاضي //بقلم الشيخ فهد بن محمد بن إبراهيم الداود

حاصل على درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء ،يعمل قاضياً بالمحكمة الكبرى بالطائف.

          الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ليقوم الناس بالقسط ، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله وأنبيائه ، سيدنا محمد المبعوث لهداية الخلق ، والمرسل للناس كافة داعياً ومعلماً يدعوهم إلى الله ، ويعلمهم كتابه ، صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه ومن سلك طريقهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين .

          أما بعد :

          فلما كان القضاء أمر لازم لقيام الأمم وسعادتها ، وحياتها حياة طيبة ، ولنصرة المظلوم وقمع الظالم ، وقطع الخصومات بأداء الحقوق إلى أهلها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وللضرب على أيدي العابثين وأهل الشر كي يصلح المجتمع فيأمن كل فرد على نفسه وماله وعرضه وكرامته ، ومن ثم تسعد الأمة وتنهض البلدان وتطيب الحياة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

          ولعظم شأن العدل في دحض الظلم وأنهما ضدان لا يجتمعان ، ورد في آية واحدة بأمر ونهي ، قال تعالى : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) .

          ولما كان العدل بهذه الأهمية فقد اعتنى الشرع بمنصب القضاء ، وأعلى مكانه ، ورغب في تولية الكفؤ الصالح العلم ، وحذر ورهب من تولية سوى ذلك ، وجعل القاضي العادل في منزلة عالية رفيعة في الدنيا والآخرة .