الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، وقد قرنها الله سبحانه وتعالى بالصلاة في مواضع كثيرة من كتابه ، ومدح أهلها وجعلها سبباً في الطهارة والنقاء المعنوي لمخرجها .
وبالجملة فإن أهمية الزكاة لا تخفى على مسلم ، ولما كانت بهذه المثابة فإن التفقه فيها من أعظم القرب إذا خلصت النية وصدق الإنسان مع ربه .
ومن هنا أحببت أن أشارك بهذا البحث حول مسألة تمس الحاجة إلى توضيحها وبسطها وهي الزكاة للمدين ، فإن صور الدين لم تكثر في وقت كما كثرت في وقتنا هذا ، وكثيراً ما يسأل الناس عن أداء الزكاة هل يحسم منها مقدار الديون التي عليهم أو لا يحسمونها ، فلتوضيح هذه المسألة كتبت هذا البحث .
وعلم مما تقدم أن البحث محصور في زكاة المدين وليس زكاة الدين مطلقاً .
وفيما يلي خطة هذا البحث:
خطة البحث
مقدمة
المبحث الأول : تعريف الزكاة والدين لغة وإصطلاحاً ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : تعريف الزكاة لغة وإصطلاحاً
المطلب الثاني : تعريف الدين لغة وإصطلاحاً .
المطلب الثالث : أقسام الدين .
المبحث الثاني : الأموال الظاهرة والباطنة ،وفيه مطلبان :
المطلب الأول : تعريفها تعريفاً عاماً .
المطلب الثاني : ضبطها وتعدادها .
المبحث الثالث : تأثير الديون في الزكاة في الأموال الباطنة .
المبحث الرابع : شروط الدين المانع للزكاة .
المبحث الخامس : تأثير الديون في الزكاة في الأموال الظاهرة .
المبحث السادس : الدين المؤجل والدين المعجل .
المبحث السابع : دين الله ودين الآدمي .
المبحث الثامن : بعض الصور المعاصرة للدين ، وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : الديون الإسكانية .
المطلب الثاني : الديون الاستثمارية .
المطلب الثالث : الديون المرتبة على شراء السيارات .
المطلب الرابع : جمعيات الموظفين .
هذا وقد حاولت أن أجتهد في جمع الأدلة ودراستها لمعرفة مقاصد الشارع الحكيم في الأحكام التي تدخل في نطاق البحث ، كما اجتهدت في جمع ما استطعته من الصور المعاصرة لزكاة المدين ، ولعل ما فات ذكره يعرف مما ذكر . وأخيراً أسأل الله التوفيق والسداد وأن يجعل هذا البحث خالصاً لوجهه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .