قاعدة : إشارة الأخرس كعبارة الناطق // د. صالح بن سليمان بن محمد اليوسف

الأستاذ المشارك في كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة القصيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله .

        (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).

        (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً).

        (يا أيها آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).

        أما بعد:

        فإن الناظر في قواعد الشريعة يجد أنها ألفاظ محكمة من ألفاظ العموم ، فالقاعدة الواحدة يتخرج عليها ما لا يحصى من الفروع ، ولا يعرف ذلك إلا من سبر هذه القواعد ، فكم من قاعدة من القواعد الصغرى التي يظن بعض أهل العلم يختلف تماماً عن هذا التصور ، وذلك لأن هذه القواعد ذات طابع شمولي واسع .

        فهذه قاعدة : (إشارة الأخرس كعبارة الناطق) ، عند التأمل في هذه القاعدة وتتبع فروعها في الفقه الإسلامي تجد أنها تدخل في جميع أبواب الفقه من أوله إلى آخره ، كيف لا والأخرس يعتبر فرداً من أفراد المكلفين ، مطالب بما يطالب به غيره من سائر المسلمين .

        كما يلحق بالأخرس كل من لا يستطيع أن يتكلم لأي سبب من الأسباب المانعة من النطق ، وما أكثرها في عصرنا الحاضر .