الاعتداء على الوقف // د. أحمد بن صالح آل عبدالسلام

أستاذ الفقه المقارن المساعد في كلية الملك خالد العسكرية ورئيس شعبة القرآن والدراسات الإسلامية في الكلية .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

          فإن الشريعة الإسلام خاتمة الشرائع ، وأتمها وأكملها ، وقد جاءت وافية بحاجات الناس ومتطلباتهم في شتى أمورهم فشرعت لهم فعل الطاعات وترك المنهيات ، تقريباً إلى الله وابتغاء مرضاته ، ولم يقتصر تحصيل الأعمال في ظلها على الحياة الدنيوية فحسب ، بل امتدت لتشمل لتشمل الحياة الأخروية ، فشرعت من الأسباب ما يحقق تلك الغاية بعد الوفاة ، ومن العلوم أن الأوقاف الشرعية كانت رافداً، عظيماً لاستمرار حركة العلم والتعليم والتنمية ، من عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى عصرنا الحاضر ، إلا أن الملاحظ لبعض الأوقاف يجد أنها يعتريها بعض التصرفات والاعتداءات إما من الموقوف عليهم ، أو من النظار ، أو من غيرهم .

          ولذلك جاء هذا البحث المختصر لبيان بعض هذه الاعتداءات ومحاولة إيجاد بعض الحلول للتصدي لها ، وق وسمت هذا البحث بعنوان : (الاعتداء على الوقف) ، وقبل أن أنهي هذه المقدمة الموجزة أحب أن أذكر من باب الأمانة العلمية أنني استفدت كثيراً من كتاب (أحكام الوقف في الشريعة الإسلامية) للدكتور محمد الكبيسي ، وكتاب (التصرف في الوقف) للدكتور إبراهيم الغصن ، وإني أسأل الله عز وجل أن أكون قد وقفت في عملي هذا ، وأن يجعله خالصاً لوجهه ، صواباً على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين