الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فهذا بحث موجز في حكم الغبن وأثره في العقد ، أحببت المشاركة فيه في مجلة العدل ، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن ينفع به .
وقد تطرقت في هذا البحث إلى تعريف الغبن في اللغة والاصطلاح ، مع إيضاح بالأمثلة، ثم بينت أقسامه وحكم كل قسم ، وأثره في العقد ، وذكرت أقوال أهل العلم في ذلك ، وبينت القول الراجح في نظري ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المبحث الأول
في الغبن ومعناه اللغوي والاصطلاحي مع ذكر الأمثلة
أولاً : المعنى اللغوي :
يقال : غبنه في البيع والشراء غبناً أي نقصه وخدعه .
وغُبن بالبناء للمفعول فهو مغبون أي منقوص في الثمن أو غيره .
والغبن بالتحريك يراد به في الأكثر الغبن في الرأي .
سئل الحسن البصري ـ رحمه الله ـ عن قول الله تبارك وتعالى : (ذلك يوم التغابن) [التغابن:9] ، فقال : استنقصوا عقولهم باختيارهم الكفر على الإيمان .