الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
تعد مسالة البصمة الوراثية ومدى الاحتجاج بها من القضاة المستجدة التي اختلف فيها فقهاء العصر ، وتنازعوا في المجالات التي يستفاد منها ، وتعتبر فيها حجة يعتمد عيها كلياً أو جزئياًَ ، وقد شاع استعمال البصمة الوراثية في الدول الغريبة وقبلت بها عدد من المحاكم الأوربية ، وبدأ الاعتماد عليها مؤخراً في البلدان الإسلامية ونسبة أعمال الإجرام لأصحابها من خلالها ، لذا كان من الأمور المهمة للقضاة معرفة حقيقة البصمة الوراثية ومدى حجيتها في إثبات الأنساب وتمييز المجرمين وإقامة الحدود .
فالبصمة مشتقة من البصم ، وهو فوت ما بين طرف الخنصر إلى طرف البنصر ، وبصم بصماً إذ ختم بطرف إصبعه ، والبصمة أثر الختم بالإصبع .
ولفظ البصمة عند الإطلاق ينصرف إلى بصمات الأصابع وهو الأثر التي تتركها الأصابع عند ملامستها الأشياء ، وتكون أكثر وضوحاً في الأسطح الناعمة ، وهي اليوم تفيد كثيراً في معرفة الجناة عند أخذ البصمات من مسرح الحادث؛ لأنه لا يكاد يوجد بصمة تشبه الأخرى .
وقد تطورت الأبحاث في مجال الطب ، واكتشفت محتويات النواة والصفات الوراثية التي تحملها الكروموسومات والتي يتعذر تشابه شخصين في الصفات الوراثية عدا التوائم المتشابهة ، والبصمات الوراثية أكثر دقة وأكثر توفراً من بصمات الأصابع .
أما المادة الحيوية الأساسية التي نستخرج منها البصمة الوراثية فيه :
1- الدم .
2- المني .
3- جذر الشعر.
4- العظم .
5- اللعاب .
6- البول.
7- السائل الأمينوسي (للجنين) .
8- خلية البيضة المخصبة (بعد انقسامها 4-8) .
9- خلية من الجسم .
وكمية بقدر حجم رأس الدبوس تكفي لمعرفة البصمة الوراثية .