الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
فإن الاجتهاد مرتبة جليلة ومنصب عظيم ، وهو الغاية من علم أصول الفقه ، ومنتهى درجات العلم .
وهذا بحث في قضية الاجتهاد ، وقد رأيت من المناسب أن اربطها بموضوع مهم ، إلا وهو نوازل المعاصرة ، إذ الغاية المنشودة من تحصيل الاجتهاد إنما تظهر في القدرة على الحكم على ما يستجد من نوازل ، فارتقى بحث الاجتهاد إلى مجاله التطبيقي ، وهو تخريج الفروع على الأصول ، وتنزيل الأحكام على الواقعات ، كما سما في جهة أخرى بحث النوازل إلى جانبه التنظيري ، وهو الكشف عن الحقيقة هذه النوازل إجمالاً ، وبيان منهج دراستها وطريق الحكم عليها ، فأزدوج بذلك من العمل ، واقترن التأصيل بالتطبيق .