مصروفات الدعوى // د. ناصر بن محمد الجوفان

عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

         

أولاً :أهمية الموضوع :

الموضوع مهم للأسباب الآتية :

1-  مساس الحاجة له ، حيث يمتنع كثير من الناس عن أداء الحقوق التي عليهم ، ما يضطر صاحب الحق إلى رفع دعوى على ذلك الشخص ، ورفع الدعوى وما يتبعها ، يستلزم نفقات وجهوداً كبيرة ، وأحياناً تفوق الحق الذي رفعت الدعوى من أجل الحصول عليه ، مما يجعل كثيراً من الناس يتركون حقوقهم ، وهذا لا يتفق مع مقصد الشارع من شرعية الدعوى ، وعليه فإن هذا البحث سوف يثري هذا الموضوع ـ بإذن الله تعالى ـ ويبين حكمه الشرعي ، كما سوف يتناول بالدراسة لما أوردته أنظمة المملكة بهذا الخصوص وذلك بعد حصرها واستقصائها .

2-  وكما هو مفيد لعامة الناس ، فهو أيضاً مفيد بالنسبة لمرفق القضاء ، ومن له علاقة به ، كالقضاة ، والمستشارين ، والمحامين ، ومن يعني بسن الأنظمة التي تتعلق بالقضاء .

3-  كون البحث يجمع بين الجانب الفقهي والجانب النظامي .

4-  جدة الموضوع ، حيث لم يسبق دراسته ـ فيما أعلم ـ .

5-  تظهر أهمية الموضوع أيضاً كونه سبباً فاعلاً في الحد من القضايا الكيدية ، والتي يقصد منها الإضرار بالآخرين ، وما يتبع ذلك أيضاً من إشغال المحاكم والأجهزة الحكومية ذات الصلة بهذه القضايا .

6-  أن كثيراً من الناس الذين لهم دعاوى لا يطالبون بمصروفات الدعوى مع توافر شروط هذه المطالبة لكونهم لا يعلمون أن لهم الحق بالمطالبة بها ، وعليه يكون هذا البحث من أسباب إعلامهم المذكور وتبصيرهم به فلا يضيع عليهم ، ومطالبتهم به تؤدي إلى تفعيل العمل به ، وهذا بدوره يؤدي إلى الحد من القضايا الكيدية ، والشكاوى الباطلة ، والمماطلة بالحقوق الثابتة .