اليمين على نفي العلم // الشيخ / واصل بن داود المذن

القاضي بمحكمة صبيا

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد  أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصبحه وسلم تسيلماً كثيراً .

        أما بعد:

        فإن للعلم في الإسلام مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة ، فهو ميراث الأنبياء وطريق العلماء فالعلم من أنفس ما أمضي في العمر ومن أغلى ما صرفت فيه الأوقات ، قال سبحانه وتعالى :

        (... إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور)

        وقال جل وعلا : (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) .

        وقال جلا وعلا : ( .... يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعلمون خبيرٌ) .

        أما بعد :

        فإن اليمين أصل من أصول التقاضي عند المسلمين ، فعن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم  ولكن اليمين على المدعى عليه" .

        فاليمين دعامة من دعائم التقاضي بين المسلمين .

 

سبب بحث لهذه المسألة :

        إن سبب البحث في هذه المسألة لأنها تتعلق بعملنا ودائماً ما يتعرض لها القاضي فأردت المشاركة في تأصيل هذه المسألة وبيان أقوال الفقهاء فيها ومعرفة دليل كل فريق .

        وهذه المسألة هي اليمين على نفي العلم ، حيث يكثر هذا الطلب خصوصاً في قضايا القتل على نفي علم الورثة بصيالة مورثهم مثلاً .

        ومما شدني لبحث هذه المسألة أنني لم أقف ـ فيما أعلم ـ على بحث تولى بحث هذه المسألة باستفاضة .