الحمد لله الذي هدانا للحمد استبقاء لنعمه وجعل لنا الشكر سياجاً لطلب المزيد من فضله ، أحمده حق حمد أستديم به نعمته ، وأستزيد به فضله وعزته .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله ، بعثه بالنور المبين والصراط المستقيم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً إلى يوم الدين .
أما بعد :
ففي ظل النمو المتسارع في الحياة الإنسانية المعاصرة وما ينتج عنه من إفرازات في شتى مجالات الحياة الاقتصادية وغيرها ، نرى ولله الحمد كثرة الاجتهاد من فقهاء العصر في مواجهة تلك النوازل الحادثة لإيجاد الأحكام الفقهية التي تتفق مع محكمات الشرع ومقتضيات العصر .
وأصبحنا نرى تلك الاجتهادات تبرز اليوم في شكل جماعي من خلال المجامع الفقهية المتعددة ومجالس الإفتاء الجماعي ، بحيث تكون أقرب إلى الصواب وأحرى للدقة بعد أن أصبحت عرضة للنقاش والتحليل من عدد من الفقهاء والخبراء في المجالات المختصة قبل أن تظهر نتيجة الاجتهاد للعموم ، وهذه إحدى السمات المهمة للاجتهاد المعاصر .