إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل لا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ـ أما بعد :
فإن الله ـ عز وجل ـ خلق الخلق لعبادته ، وكلفهم بإتباع أوامره واجتنابه نواهيه مما فيه صلاح دينهم ودنياهم ، فجاءت أحكام الشريعة بحفظ الضروريات الخمس من الدين ، والنفس ، والعرض ، والعقل ، والمال ، وقررت العقوبات الشرعية لمن يتعدى حدود الله ـ عز وجل ـ ، وأجبت التثبت في كل من اتُهم بجريمة كما في قوله ـ تعالى ـ (يا أيها الذي آمنُوا إن جاءكُم فاسقٌ بنبأ فتبيُنوا أن تُصيبُوا قوماً بجهالةٍ فتُصبحُوا على ما فعلتُم نادمين) .
فصان الإسلام الإنسان ، وحفظ حقوق الله في أمن المجتمع وسلامته فرداً وجماعة ، فأوجب التثبت من التهمة المنسوبة إلى المتهم ، وضمن للمتهم تحقيقاً سليماً ومحاكمة عادلة عند توجه التهمة إليه ، ومما يكشف سلامة التحقيق وجريانه على السداد أسبابُُه التي يقررها المحقق ، فتظهر سلامة التحقيق والقناعة به .
ولأهمية تسبيب قرار التحقيق في الجريمة سوف أتناوله في هذا المقام ، وأجعل الحديث عنه في ثمانية مباحث وخاتمة ، هي على النحو التالي :
المبحث الأول : تعريف تسبيب قرار التحقيق في الجريمة .
المبحث الثاني : أقسام التسبيب .
المبحث الثالث : مشروعية التسبيب .
المبحث الرابع : فوائد التسبيب .
المبحث الخامس : حكم تسبيب قرار التحقيق ، ولزوم ذلك في النظام السعودي .
المبحث السادس : طرائق التسبيب .
المبحث السابع : ضوابط التسبيب .
المبحث الثامن : أثر الإخلال بالتسبيب .
الخاتمة : وفيها أبرز نتائج البحث .