الفصل في المظالم إعداد معالي الشيخ / منصور بن حمد المالك

نائب رئيس ديوان المظالم أحد رجالات القضاء البارزين في المملكة.

   موقف الشريعة من الظلم :

          لأن الظلم من أعظم الذنوب وأخطرها على الإنسان وأشدها فتكاً بالمجتمعات وتدميراً للبلاد ، سواء كان ظلماً من الإنسان لنفسه أو ظلماً منه لما يعايشه في هذا الوجود من بني جنسه ، أو من غيرهم من سائر الكائنات ، لهذا فقد عظم الله أمره ، ونهى عنه ، وحذر منه ، وقد تنوعت أساليب القرآن في التحذير منه .

1- فتارة بالإخبار عن إنزال العذاب بالظالمين في الدنيا ، كقوله تعالى : (فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون) .

2- وتارة بالوعيد للظالمين بالعذاب في الآخرة كقوله تعالى : (ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون) .

3-   وتارة بنفي المغفرة من الله لهم كقوله تعالى : ( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ) .

4-   وتارة بنفي الهداية عنهم كقوله تعالى : (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) .

5-   وتارة بنفي المحبة لهم كقوله تعالى : (والله لا يحب الظالمين) .

6-   وتارة بنفي الفلاح عنهم كقوله تعالى : (إنه لا يفلح الظالمون) .

7-   وتارة بالنهي عن الشفاعة لهم كقوله تعالى : (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) .

8-   وتارة بالنهي عن الركون إليهم كقوله تعالى : (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) .

9- وتارة بإنذار للظالمين كقوله تعالى : ( وهذا كتاب مصدق لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) .

10-                     وتارة بنفي النصير عنهم كقوله تعالى : (وما للظالمين من أنصار) .

وكما حذر القرآن من الظلم والنهي عنه ، حذرت منه السنة ونهت عنه ، وكما تنوعت أساليب القرآن في ذلك ، تنوعت أساليب السنة كذلك .

1-  فأحياناً يكون بالنهي عن الظلم ، كما في الحديث القدسي : "يا عبادي إني حرمت الظلم عن نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالمواًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً" .

2-  وأحياناً يكون بالتحذير من الظلم كقوله صلى الله عليه وسلم : "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" .

3-   وأحياناً ببيان عاقبة الظلم كقوله صلى الله عليه وسلم : "لا تظلموا فتدعوا فلا يستجاب لكم" .

4-  وأحياناً بالأمر من التخلص من الظلم في الدنيا ، والتحلل من أصحابه قبل أن يوافوا في الآخرة حين لا يكون مال يقضي منه ، كقوله صلى الله عليه وسلم: "من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلله منه اليوم من قبل ألا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" .