مجلة العدل


مسؤولية الناقل الجوي عن التأخير في نقل المسافرين - دراسة مقارنه - // د. عارف بن صالح العلي طباعة

استاذ الأنظمة المساعد ، قسم السياسية الشرعية بالمعهد العالي للقضاء

 الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،والصلاة والسلام على خير خلقه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ،أما بعد:
فقد يتأخر الناقل الجوي في القيام بالرحلة عن موعدها المحدد في تذكرة السفر ،وقد يكون هذا التأخير لسبب لا يد للناقل الجوي فيه ،كالظروف الجوية ،وفي المقابل قد يكون التأخير بتعد منه ،كأن يؤخر الرحلة ،أو يلغيها لأسباب تجارية ،مثل عدم اكتمال العدد اللازم للقيام بالرحلة ، وقد يكون التأخير راجعاً لتفريطه ،كأن يهمل إجراء الصيانة الدورية للطائرة ،فيحدث خلل قبل الإقلاع يؤدي إلى تأخر الرحلة.
والتأخير قد يترتب عليه ضرر مادي يلحق المسافر ،كتفويت صفقة تجارية ،أو فوات مسابقة وظيفية كان يعتزم اللحاق بها ،أو خسارته تكلفة حجوزات الفنادق في بلد الوصول ،وقد يترتب على التأخير ضرر أدبي ،يتمثل في الحرج والضيق بسبب مكث المسافر في المطار ساعات طوالاً بانتظار الرحلة ،وخاصة إذا رافق المسافر نساء أو أطفال.
وتفادياً للمطالبة بالتعويض عن التأخير درجت شركات الطيران على وضع شرط في تذكرة السفر ،ينص على إن الناقل غير مسؤول عن التأخير ،وأن المواعيد الواردة في تذكرة السفر إنما هي مجرد مواعيد تقريبية ،وأن له أن يلغي الرحلة أو يؤخرها ،سواء ، أكان السبب في ذلك خارجاً عن إرادة الناقل الجوي ،كالظروف الجوية أو الأمنية أم كان لسبب غير سائغ كالأسباب التجارية ،وهذا مما أثار التساؤل عن صحة هذا الشرط.

 


 
Thursday, April 18, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل