الحمدلله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على أشرف خلقه ، وأفضل رسله محمد بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فهذا بحث ميسر ، بذلت في جهدي لوضع النقاط على الحروف في موضوع يعرض لأهم مرض عانى منه الكثيرون ، ليس في العالم العربي فحسب ، بل في العالم أجمع ، ذلكم هو الانحراف الفكري الذي دمر كثيراً من الأفراد والأمم ، حاولت أن أعرضه للقارئ الكريم ، مبيناً أسبابه الظاهرة ومظاهره البارزة في مجتمعاتنا اليوم ، خاتماً ببيان طرق الوقاية والعلاج ، مستنداً في كل ما ذكر إلى كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله وأقوال سلف الأمة ، وحرصت على توثيق المادة العلمية التي أعرضها من مصدرها الأصلي قدر استطاعتي ، ولأنني أردته بحثاً قرآنياً اعتمدت على كلام أئمة التفسير ، ، وأعلامه البارزين من المتقدمين ، كابن جرير ، والبغوي ، والقرطبي ، وابن كثير ، ومن المتأخرين كالألوسي ، والشوكاني ، ومحمد الطاهر ابن عاشور ، وعبدالرحمن ابن ناصر السعدي ، كما وثقت الأحاديث من كتب السنة المعتبرة ، وحرصت على اختيار الصحيح ، وتجنب الضعيف .