إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد:
فقد تبوأت جرائم النصب والاحتيال موقعاً متقدماً في مصاف الجرائم الخطيرة التي يعاني منها المجتمع الآمن على نفسه وماله ومقدراته ، وتنوعت وسائل هذا النوع من الجرائم ، ولكنها مع اختلافها ، تتفق مع غيرها في التمويه والخداع والتغرير ، وهذا الأمر جعل هذا الجرم ينخر في المجتمع ، في نواحيه الاقتصادية ، والتنظيمية ، والاجتماعية ، وينال الفرد والمؤسسة ، والمجتمع بكليته .
ولا شك أن الازدياد المطّرد ، والملحوظ في أعمال جريمة النصب ، والاحتيال يسببه استمرار الضحايا الكثيرين بالتحلي بالبساطة ، والسذاجة المترتبة على الخلل الكبير في القيم الثقافية ، يسنده وجود نفوس شريرة لا يهناً لها مقام ، وهي ترى المال بأيدي هؤلاء البسطاء ، ولو كان من عرق جبينهم ، وكدح أيديهم .
وما هذا البحث المتواضع ، إلا محاولة لتناول هذه الجريمة ، وتناول مفهومها، وأركانها والمحكمة المختصة بنظرها ، والحكم بها ، ومحاولة لإبراز علاج ناجح لها .
وإني - قبل ذلك وأثناءه وبعده – لأحمد الله على توفيقه ، وتسديده ، وأصلّي الله، وأسلّم على نبينا محمد ، وعلى آله ، وصحبه أجمعين .