إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا ً مرشداً وأشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

        فلا يخفى على أهل العلم والمعرفة أن من خصائص هذا الشريعة وميزاتها صلاحيتها لكل زمان ومكان وهو ما يعبر عنه بالشمولية فأدلة هذه الشريعة الوحي المطهر من كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع الأمة الذي هو بمثابة النصوص أيضاً ، ولقد بذل علماء الإسلام جهوداً عز نظيرها في خدمة هذا الدين وإن من أعظم جهودهم في ذلك استقراءهم نصوص الكتاب والسنة وإعمال النظر فيها فألفوا بين النصوص ذات الدلالات المتشابهة وخرجوا بقواعد كلية تنظم تحتها جملة منم الفروع الفقهية ومن هذه القواعد التي اهتم بها العلماء شرحاً وبياناً وتدليلاً وتمثيلاً قاعدة "سد الذرائع" وهي قاعدة لها تطبيقات عديدة ولا سيما في عصرنا الحاضر حيث إن كثرة نوازله وتعدد مسائله جديرة بالبحث والكتابة والمناقشة ومن هذا المنطلق احببت المشاركة بهذا البحث المتواضع لعل الله ينفع به من كتبه ومن اطلع عليه وقد كان اختياري لهذا البحث للأسباب التالية :

1- غموض هذه القاعدة عن كثير من الناس وعدم فهمها الفهم السليم .

2- شمول هذه القاعدة ودخولها من الأبواب الفقهية والمسائل الدنيوية والدينية .

3- عدم تطبيق هذه القاعدة على الفتاوى والاجتهادات الصادرة .

4- ظهور بعض المنتسبين إلى العلم الذي يردون هذه القاعدة ولا يعملون بها ويعتبرون إعمالها تضييقاً وتشديداً على المسلمين .