مجلة العدل


الكتب المؤلفة في القضاء والتوثيق والنوازل // د. نايف بن أحمد الحمد طباعة

قاضي محكمة محافظة رماح بمنطقة الرياض

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :

          فإن الأمم لاتبلغ أوج عزها ، ولا ترقى إلى عز مجدها إلا حين يعلو العدل تاجها ، وتبسطه على القريب والبعيد والقوي والضعيف ، وإن العدل ليصل في الإسلام قمته في الحكم والقضاء والفصل في الخصومات ، فالقضاء في الإسلام يرتكز على أصول وقواعد وثوابت ذات عمق في تحصيل مصالح العباد، وحفظ حقوقهم، واستجلاب الأمن والخير والعدل في شتى صور حياتهم ، فالعدل مرتبة شريفة ، ومنزلة رفيعة ، به قامت السماوات ، والأرض، وقد بعث الله تعالى به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، فقاموا به أتم قيام :( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً ) ، فبالعدل "يرفع التهارج ، وترد النوائب ، ويقمع الظالم ، وينصر المظلوم وتقطع الخصومات ، ويؤمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، وبه الدماء تعصم وتسفح، والأبضاع تحرم وتنكح ، والأموال يثبت ملكها وتسلب ، خطب سعيد بن سويد ـ رحمه الله ـ فحمد الله وأثنى عليه ،ثم قال : "أيها الناس ، إن للإسلام حائطاً منيعاً ، وباباً وثيقاً ، فحائط الإسلام ، منيعاً وباباً وثيقاً ، فحائط الإسلام الحق ، وبابه العدل ، ولا يزال الإسلام منيعاً ما اشتد السلطان ، وليس شدة السلطان قتلاً بالسيف ، ولا ضرباً بالسواط ، ولكن القضاء بالحق وأخذ العدل" .

          والقضاء عند الأمم رمز سيادتها واستقلالها ، والأمة التي لا قضاء فيها لا حق فيها ، وتاريخ القضاء في كل أمة هو عنوان مجدها ، وتاريخ الإسلام في القضاء وضاء ، وقضاة المسلمين لها في هذا باع طويلة ، والناظر إلى أحكام الشريعة في أصول القضاء وفروعه يجد ثروة متنوعة من التقريرات في النظريات المبنية على الأصول ، والقواعد الشرعية تفيد بنتيجة جازمة محققة بسبق الشريعة وريادتها .

 


 
Friday, March 29, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل