مجلة العدل


عقوبة السارق في المرات الخمس دراسة حديثية موضوعية // د . حمد بن ابراهيم الشتوي طباعة

عضو هيئة التدريس بقسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, والعاقبة للمتقين, ولا عدون إلا على الظالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده الكريم ورسوله الأمين: اللهم صل وسلم وبارك عليه, وعلى آله الطيبين, وأزواجه الطاهرات المطهرات أمهات المؤمنين.
أما بعد:
فالأمن في الإسلام: ليس فلسفة نظرية, ولا قراراً أساسياً, ولا تصريحاً دعائياً, ولا دعوى لا رصيد لها من الواقع, بل هو شريعة وعبادة, وحكم ونظام : ينتظم جميع مجالات الحياة وآفاقها.
ولهذا شرع القضاء في الإسلام, ليكون حارساً للدولة, وحامياً للأمة, وضماناً للحقوق, وأمناً للناس, وأماناً للمظلوم, مع ما فيه من قوة السلطات, وضبط السلوك, وانتزاع الحق, وإقامة العدل, وردع الظالم.
وأعظم ما جاء الإسلام بتأسيسه وحفظه وضمانه : حفظ الضرورات, التي شرع لها الحدود المحدودة, فضلاً عن التعازير المفوضة ( تلك حدود الله فلا تقربوها ) ( تلك حدود الله فلا تعتدوها ).
ومن هذه الحدود العظيمة ( حد السرقة ) وهو حد جليل محكم, اعتنت به الشريعة, وفصلت له أوصافاً وحدوداً, وشروطاً وقيوداً, وموانع ودفوعاً : في السرقة, والسارق, والمسروق, والمال, والحد, والضمان, وميزته عما يشتبه به من : الغصب, والاختلاس, والنبش, والنشل, والانتهاب, والجحد للعارية أو الوديعة, في ميدان واسع من الخلافيات, ومساحة كبيرة من المباحث وما تحتها من الأصول والفروع, والأحكام والحكم.
ومبحث تكرر السرقة من السارق مبحث بكرمهم ومتضمن بجملة من الأحاديث والأحكام وتحته من الخلاف الحديثي والفقهي ما يستحق البحث والدراسة.
من هنا عمدت إلى جمع كل ما استطعت الوقوف عليه من الأحاديث والآثار الواردة في هذه المسألة, وخرجتها, ودراستها دراسة حديثية, تكشف درتها, في ضوء المنهج الحديثي المعتبر, مقدماً لهذا بدراسة موضوعية, توضح المسألة, وتقرب ما فيها من الخلاف, وتجمع أهم ما تحتها من المعارضات, في ضوء كلام الأئمة الأعلام.

 


 
Friday, March 29, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل