مجلة العدل


تعنيس النساء بعضل الأولياء // د . عبدالرحمن بن علي الطريقي طباعة

الأستاذ المشارك بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية - جامعة الملك سعود بالرياض .

إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ، وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد :

          فإن الله شرع لعباده شرائع الإسلام لتحقيق مصالحهم في العاجل والآجل ، ومنها حفظ الضرورات التي بها قوام حياة الناس أفراداً ومجتمعات ، ومن ذلك رعايته وصونه للأعراض ، وحمايته للنسل بتحقيق أسبابه المشروعة التي بها يتم حفظ أجيال المجتمع ، ويحقق للفرد إنسانيته وتكريمه اللائق به ، ولذا وجه إلى الزواج ورغّب فيه لآثاره المحمودة ، وأبعاده المأمونة على الفرد والمجتمع ، فهو طريق خير لهم ، وسبيل صلاح أخلاقهم ، ونقاء مجتمعهم ، وسلامة أعراضهم ، فبه تتوثق الروابط الاجتماعية ، وتتألف الأسر ، فتأخذ الوشائج الاجتماعية مداها في تحقيق التلاحم الاجتماعي ، والترابط الأسري .

          وفي المقابل لم يشرع الإسلام لأفراده العزوبة ، بل هي خلاف ما أمر به ، كما قال صلى الله عليه وسلم : "وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني" ، وهذا جاء في معرض رده صلى الله عليه وسلم على من قال : "أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً" .

          قال شيخ الإٌسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : "والإعراض عن الأهل والأولاد ليس مما يحبه الله ورسوله ، ولا هو دين الأنبياء ، قال تعالى : (ولقد أرسلنا رُسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية) .

          فالرهبانية ليست طريقة مشروعة في الإسلام ، لما تفضي إليه من تعطيل المصالح من تكثير النسل ، وحفظ العفاف ، وصيانة الأعراض ، وقد نبه إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج . . . " .

 


 
Thursday, April 25, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل