الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداًًً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى والكتاب المبين ، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ، ويهديهم إلى صراط مستقيم .
أما بعد :
فلا شك أن الكليات الفقهية لها أهمية كبرى ومنزلة متميزة في مجال الاجتهاد والإفتاء والقضاء ، فإنها خير معين على تيسير الفقه ، وتنظيم متناثرة ، ولم شتاته ، يغني حفظها ودراستها عن حفظ الفروع والجزئيات الكثيرة التي تندرج تحتها.
ومع هذه المكانة التي تحظى بها الكليات الفقهية في ساحة الفقه الإسلامي ، لم أر من العلماء القدامى ولا المعاصرين من عني بدراستها وتأصيلها استقلالاً ، وإن كان بعضهم قد أشار إليها إشارات عابرة ضمن الدارسات المعنية بالقواعد الفقهية ، لذلك رأيت الحاجة ماسة إلى دراسة علمية تميط اللثام عن الجانب النظري من هذا الفن الجليل .
ولما كانت الكليات الفقهية نوعا من القواعد الضوابط الفقهية ولا تتأتي دراستها مجزأة عنها ، فقد كثر الاعتماد في هذا البحث على الكتب المؤلفة في القواعد الفقهية .
خطة البحث
يقع البحث في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة :
أما الفصل الأول فبعنوان : تعريف "كل" ومدلولاتها وأحكامها ، ويحتوي على أربعة مباحث:
المبحث الأول : تعريف " كل " ومدلولاتها في اللغة .
المبحث الثاني : " الكل " و" الكلي" و"الكلية" ومدلولاتها في اصطلاح المنطقيين .
المبحث الثالث: مدلولات "كل" وأحكامها عند الأصوليين والنحاة.
أما الفصل الثاني فبعنوان: بعض المبادئ المتعلقة بالكليات الفقهية ، ويشتمل على المباحث التالية :
المبحث الأول : بيان معنى الكلية الفقهية ، والعلاقة بينها وبين القواعد والضوابط الفقهية .
المبحث اُلثاني : الفرق بين الكلية الفقهية ، وبين الكلية المنطقية ، والكلية الأصولية .
المبحث الثالث : أهمية الكليات الفقهية ، وفائدة جمعها ودراستها .
أما الفصل الثالث فبعنوان : مصادر الكليات الفقهية ، وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : الكتاب والسنة .
المبحث الثاني : الآثار الموقوفة على الصحابة والتابعين .
المبحث الثالث : أقوال أئمة المذاهب واجتهادات سائر الفقهاء.
أما الفصل الرابع فبعنوان : أنواع الكليات الفقهية ، وحجيتها ، والكتب المؤلفة فيها ، ويشمل ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : أنواع الكليات الفقهية .
المبحث الثاني : حجية الكليات الفقهية .
المبحث الثالث :الكتب المؤلفة في الكليات الفقهية .
ثم تأتي الخاتمة ، وقد ذكرت فيها أبرز النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث وأهم التوصيات التي رأيت لفت النظر إليها في هذا الشأن .
ولا أزعم أني قد وفيت الموضوع حقه ، لكن حسبي أني قد ولجت هذا الباب ، ولكل مجتهد نصيب ، وأسأل الله العظيم أن يسدد خطاي ، ويلهمني الرشد والصواب في القول والعمل ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم .