الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإن الشفاعة عامة وفي الحدود خاصة من أهم المسائل العلمية والقضايا الشرعية المهجورة في هذا العصر ، وربما عند أهل الصلاح ؛ لما يعلمون من آثار تعظم أمر الشفاعة في الحدود كقول الزبير بن العوام : "إذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع والمشفع" .
ولقد تتبعت هذه الآثار وبينت درجتها من الصحة أو الضعف بعد أن وضعت خطة لهذا
البحث المختصر هي كما يلي :
- دواعي الكتابة في هذا الموضوع وإثارته بين المختصين .
- مقدمة ذكرت فيها بعض النصوص الواردة في فضل إقامة الحدود الشرعية .
- النصوص الدالة على ستر المسلم أخاه المسلم وتحريم تقصد كشف عورات المسلمين .
- التعريفات اللغوية والشرعية للمصطلحات ذات العلاقة في البحث كالبلوغ والحدود والسلطان والشفاعة والتعزير والتهمة والشبهات ، مع ذكر أقوال أهل العلم فيها ومناقشتها .
- النظر في القاعدة القانونية "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" ومدى مخالفتها أو موافقتها للقواعد الشرعية .
- نتيجة البحث .
الأسباب الداعية لكتابة البحث :
1- أن الشفاعة بصفة عامة حكم شرعي مندوب إليها في كل حال وزمان ، ولا ينبغي تركها بمجرد ظن أو خاطرة من شبهة ونحوها .
2- ضرورة التفقه في هذه المسألة وخاصة في هذا العصر.
3- أن كثيراً من العلماء وطلاب العلم لم يتحرر عندهم تحديد مفهوم "الشفاعة" و"السلطان"والشبهات" خاصة في الحدود.
4- تردد كثير من الناس عن الشفاعة "لمن لمن يعهد عليهم سابقة" بدعوى أ، مجرد التلبس في المخالفة يحرم الشفاعة ، في حين لا يتردد بعض الناس عن الشفاعة لمن هم دون أولئك بكثير .