وتشتمل على ما يلي :

          أولاً أهمية الموضوع:

          إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسيلماً كثيراًـ أما بعد :

          فيعتبر عدم حضور المدعى عليه للمحكمة بعد إبلاغه بموعد الجلسة المقررة أحد أهم أسباب تأخر نظر القضايا ، والحكم فيها ، والحكم الغيابي هو طريق الفصل في القضية عند تخلف الخصم ، ويتوقف نظر الدعوى غيابياً على تبليغ المدعى عليه بالموعد وصورة صحيفة الدعوى تبليغاً صحيحاً ، وكذلك تتوقف معاينة محل النزاع ، ومباشرة الخبير المندوب من قبل المحكمة لعمله ، وصدور الحكم الغيابي ونحوها على حصول التبليغ وفقاً للنظام ؛ لذا كان اهتمام نظام المرافعات بالتبليغ اهتماماً ظاهراً ، وكان لوزارة العدل عناية ملحوظة في هذا الجانب من خلال إحداث مئات الوظائف لمحضري الخصوم ، وعقد الحلقات الدراسية ، والدورات التدريبية لهم ، وإنشاء قسم لمحضري الخصوم في المحاكم العامة التي فيها ثلاثة قضاة فأكثر ن والمحاكم المستعجلة ، وإعطاء رؤساء المحاكم ، وقضاة المحاكم الإفرادية صلاحية انتداب محضري الخصوم ، وبين يديك بحث فقهي نظامي في كيفية التبليغ بالحضور إلى المحكمة ونحوه مساهمة في هذا الجانب .