مجلة العدل


دية ما في جوف الإنسان من الأعضاء // لفضيلة الشيخ أحمد بن عبد الله الجعفري طباعة

متخرج من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء .

مقدمة

 

            إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل لا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :

            فإن موضوع ديات الأعضاء الجوفية من الموضوعات المهمة التي تحتاج للدراسة والبحث لا سيما في هذا العصر الذي تقدمت فيه وسائل المواصلات والاتصالات والطب ، وتكرر حدوث الجناية على مثل الأعضاء الداخلية عن طريق حوادث وسائل النقل أو التقصير الطبي ونحوها .

            في حين أن الباحث في هذا الموضوع لا يكاد يجد نصوصاًً من الكتاب أو السنة أو أقوال الفقهاء صريحة في التنصيص على ديات الأعضاء الجوفية ، وإنما هي إشارات عابرة ونصوص مقتضبة في أثناء بعض المطولات .

            ولعل السبب في عدم تعرض الفقهاء المتقدمين لديات هذه الأعضاء يرجع لأمور منها :

أ‌-    ندرة حدوث إصابات للأعضاء الجوفية في زمنهم تؤدي لذهاب نفعها بالكلية أو استئصالها ، لبساطة وسائل النقل ، وقلة الحوادث ، وعدم وجود المواد الكيمائية أو الإشعاعية التي تؤدي لتلفها .

ب‌-     أن احتمال وفاة المجني عليه في حال تلف هذه الأعضاء في زمنهم كبير جداً نظراً لضعف الإمكانات الطبية والإسعافية .

ج – حتى لو لم تؤد هذه الجناية لوفاة المجني عليه فإن إمكاناتهم الطبية لا تمكنهم من اكتشاف تلف الأعضاء بشكل قاطع حتى يوجبوا الدية على متلفها .

      لهذه الأسباب وغيرها لم نجد فقهاءنا المتقدمين يتطرقون لديات هذه الأعضاء إلا بإشارات بسيطة في ثنايا مؤلفاتهم .

 


 
Friday, March 29, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل