مجلة العدل


حق الزوجة في المبيت وشرط إسقاطه // لفضيلة الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الحجيلان طباعة

الأستا المشارك في قسم الفقة في كلية الشريعة وأصول الدين في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم

المقدمة

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل لا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه .

أما بعد . . .

فإن عقد النكاح من أهم العقود وأعظمها خطراً ، وأكثرها فائدة ، ليس لطرفي العقد وهما الزوجان فحسب ، بل لسائر المجتمع ، بل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ليكثر عددها ويزداد سوادها ، فتقوى شوكتها ، ويهابها أعداؤها ، وتحقق لنبيها صلى الله عليه وسلم مباهاة الأمم يوم القيامة ، ولكي تستمر العشرة بين الزوجين، فتحصل الذرية بإذن الله ، وليتحقق ما سلف ذكره ، جعل الشارع لكل واحد من الزوجين حقوقاً على الآخر تلزمه بموجب العقد ، ومن أبرز تلك الحقوق حق الزوجة في المبيت .

ولأهمية هذا الحق ـ أعني حق المبيت في استمرار الحياة الزوجية على أحسن حال ، ولما حصل في وقتنا الحاضر من النكاح مع شرط إسقاط حق المبيت وهو ما يسمى بـ"زواج المسيار" ، ولما يدور حول حكمه من كلام وتساؤل كثير ، أحببت مستعيناً بالله تعالى أن أدلي بدلوي في هذه المسألة ببحث فقهي مؤصل قائم على أقوال الفقهاء في ذلك بعد أشار عليّ بطَرقِهِ بعض المشايخ وطلاب العلم ، وقد عنونت له بـ"حق الزوجة في المبيت وشرط إسقاطه" .

وقد سلكت في بحث الموضوع المنهج العلمي المتعارف عليه ، فذكرت أقوال أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة مع ذكر أقوال التابعين في المواضع التي رأيت أهمية ذكرها فيها ، وقدمتها ـ أعني الأقوال ـ ثم أتبعتها بالأدلة ، ورتبتها حسب ما ظهر لي من قوّتها ، فقدمت القول القوي وأخرت الضعيف ، ورتبت أصحاب كل قول ترتيباً زمنياً ، معتمداً في التوثيق على أمهات مصادر كل مذهب ، وقد قدمت الأدلة من كتاب الله تعالى ، ثم من السنة ، ثم من المعقول ، وأتبعت كل دليل بما يتعلق به من مناقشة وإجابة عليها ، مع عزو الآيات إلى مواضعها من كتاب الله ، وتخريج الأحاديث والآثار من كتبها المعروفة مع الحكم على ما لم يرد في الصحيحين أو أحدهما من خلال كلام أهل العلم ، وترجمت لما سوى الخلفاء الأربعة والأئمة الأربعة بتراجم موجزة .

 


 
Friday, April 19, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل