مجلة العدل


أحكام الجناية على طحال الآدمي // لفضيلة الشيخ محمد بن سعيد بن عبد الله القحطاني طباعة

القاضي بالمحكمة الكبرى ببيشة - تخرج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بس سعود الإسلامية، يحمل درجة الماجستير في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بالرياض.

          الحمد لله حمد الخاشعين الوجلين ، واستعينه سبحانه على ما قصرت دونه آمال المسترشدين ، وأستهديه وحده لبغية الحق وأتباع المنهاج المستبين ، وأعوذ بعظيم سلطانه من حال المغضوب عليهم والضالين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، النبي الأمي الصادق الأمين ، شرع للأمة أمور الدين لتكون تبصرة لٍلأولين والآخرين ، فشرع لهم أكمل الدين ، وأقوم ما تقوم عليه ملة ودين ، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين .

          أما بعد :

          فإن ما تنعقد عليه العقائد والنيات ، وأكد ما تتم به الفرائض والواجبات أن يعرف العبد حكم رب الأرض والسموات ، ويتفقه فيما نزلت به محكم الآيات ، وبما أفصح به النبي المصطفى خير البريات ، فيكون بذلك على منهج الأولياء الصالحين ، قال رب العالمين : (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحانه الله وما أنا من المشركين) "1" والناس في هذا الزمان الذي طغت فيه الماديات في حاجة لمن يكشف لهم الشبهات ، ويبين لهم أحكام الشرع فيما طرأ من المستجدات ، وخاصة فيما جد منها من النوازل ، وهذا مما تحملته عواتق العلماء وكواهل الباحثين .

          أهمية الموضوع وسبب إختياره:

          لما عُرضت علي مسألة استئصال الطحال من جراء حوادث السير ، جعلني ذلك أبحث حكمه من حيث الواجب في استئصاله ، ولقد نظرت في مسائل الفقه بحثاً عن حكمه ، فجدّ بي الأمر بالكتابة فيه . وقد حفزني لذلك أربعة أمور :

          أولاً : حاجة الناس والأطباء عامة والقضاة خاصة إلى حكم الشرع في ذلك .

          ثانياً : أنني لم أجد ـ حسب علمي واطلاعي القاصرـ من أفرد له بحثاً مستقلاً .

          ثالثاً : أن طرق مثل هذا الموضوع ، والعناية ببيان أحكامه فيه معونة على البر والتقوى.

 


 
Thursday, April 25, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل