مجلة العدل


استقلال القضاء في المملكة العربية السعودية إعدادفضيلة الدكتور / ناصر بن محمد الجوفان طباعة

الأستاذ في المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

   الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه . . . وبعد :

          فإن موضوع استقلال القضاء من الأمور المهمة جداً ، لأنه هو الذي يضمن بإذن الله تعالى أن يحقق مرفق القضاء ما أحدث من أجله ، ألا وهو إقامة العدل ، ودفع الظلم أو رفعه ، وقطع الخصومات ، وفض المنازعات ، ووصول الحقوق إلى أهلها ، واستقامة أمور الناس وانتظام عيشهم ، والحفاظ على كيان الأمة ، وأمن الدولة ، وبالجملة جلب المصالح ودفع المفاسد في هذا الباب ،وهو بهذا يكون سبباً من أسباب القوة والثبات ، والبقاء والاستقرار وفي المقابل يكون تعطيله ، أو إهماله ، أو الإخلال به ، سبباً من أسباب الهلاك ، ونذيراً من نذر الزوال والفناء والضلال الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :

"أيها الناس إنما ضل من كان قبلكم إنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه ، وإذا سرق الضعيف فهيم أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" ا.هـ . وفي لفظ آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما هلك من كان قبلكم إنهم كانوا يقيمون الحد على الوضيع ويتركون الشريف ، والذي نفسي بيده لو أن فاطمة فعلت ذلك لقطعت يدها" ا.هـ

          ونظراً لأهمية هذا الموضوع ، وأثره البالغ إيجابياً أو سلباً ، على الدولة والرعية ، أحببت الكتابة فيه ، سائلاً الله العون والتوفيق ، وقبل الدخول في ذلك يحسن التنبيه على أن كتابتنا في هذا الموضوع مبناها على ما هو مقرر بخصوصه في الفقه الإسلامي ، وفي نظام القضاء في المملكة العربية السعودية ، باعتباره أن القضاء في المملكة يقوم على ذلك .
 


 
Thursday, March 28, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل