مجلة العدل


كتابة العدل والتوثيق // الشيخ حماد بن عبد الله الحماد طباعة



 

المقدمة

          الحمد لله رفع رتبة العدالة ، وأعلى منارها ، وحفظ بها نظام الحكام ، فأقاموا للملة الحنيفية شعارها ، وأوضح الله بها مناهج القضايا الدينية وبين آثارها ، أحمده وأشكره على جزيل مواهبه ، شكراً يُوجب المزيد لمن عرف مقدراها ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تلبس قلوبنا من التقى شعارها ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي اجتبى الله رسالته ٌلإقامة دينه واختارها ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه حماة الشريعة وأنصارها ، وسلم تسليماً كثيراً .

          وبعد : لما رأيت حاجة الناس إلى التوثيق ولجوء الناس إلى كتابة العدل في الصغير والكبير مع اختلاف الطبقات وتباين الحاجات ، وتحققت أن مصالح الأمة في الواقع بتوقيع موقعيه موفورة ، ومهمات أمورهم المؤسسة على القواعد الشرعية بالثبات مشهورة ، ومتعددات فضائلهم الجمة بلسان الإجماع مشكورة .

          فمحلهم قابل للوصف بكل منقبة غراء ، أخصها تسميتهم عند أهل العدل العدول :

                      من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم

                                                                   مثل النجوم التي يهدى بها الساري

          انبرت فكرة الكتابة عن التوثيق والموثقين وعن كتابة العدل والعدول المرضين من حيث النشأة والحقيقة وشروط التنصيب لتلك الأعمال الجليلة إلى غير ذلك مما سطرته في تلك الورقات ، وسيجد القارئ الكريم ـ بإذن الله ـ فوائد وإجابات عن كثير من التساؤلات حول هذا الموضوع ، وقد حاولت جاهداً أن أرجع إلى كل ما كُتب قديماً وحديثاً ولكني لم أجد كتابات حديثة إلا كتابات يسيرة وهذا مما دعاني للكتابة في هذا الموضوع .

 

 


 
Friday, April 26, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل