مجلة العدل


اليمين .. طريقة للأثبات و الحكم./ أ.د. شوكت محمد عليان طباعة

أ.د. شوكت محمد عليان [ عضو هيئة التدريس سابقا بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ]

تمهيد
الحمدالله الذي يقص الحق وهو خير الفاصلين, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, محمد بن عبدالله, وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين, وبعد: فمما لاشك فيه أن الإنسان لايستطيع العيش منفرداً, بل لابد له من جماعة يتبادل معها شؤون الحياة, ومن هنا نشأ المجتمع, وتداخلت المصالح المشتركة وتعددت الرغبات, وتولدت غرائز الانتفاع, وحب الغلبة والانتقام, والانتصار على الغير, وظهرت العادات والتقاليد, فكان لا بد لهذا المجتمع من صياغة حقوق أفراده, ومنع قويه من الاعتداء على ضعيفه, وقد عرف القضاء كوسيلة لإظهار الحقوق, وردها إلى أربابها, وطريق إلى قطع الخصومات, وفض المنازعات, ضماناً لسلامة هذه المجتمعات وحفاظاً عليها, واليمين كطريق للحكم أو للإثبات من أقدم الطرق, وهي ترتكز بصورة عامة على فكرة تنبيه الحالف إلى عقيدته الدينية, وإلى تذكيره بالله تعالى الذي يأمر بالصدق والاستقامة لتكون خشيته من الله حاملة له على قول الحق, ورادعة له عن الكذب والباطل.
ولما كانت البينات والحجج القضائية كثيرة, والبينة اسم لكل مايبين الحق ويظهره, فقد اخترت منها (اليمين طريق للحكم أو للإثبات), مع ملاحظة الفرق بين الدليل والحجه, إذ الدليل شأن المجتهد حيث يدله على الحكم الذي يبحث عنه, وأما الحجة فشأن القضاة والمتحاكمين, حيث يحتاج الأمر إلى إثبات الدعوى وتأييد كل خصم مايقوله. والله تعالى أرجو العفو والصفح عما وقع فيه من زلل, فهو إن كان فغير مقصود, ولله الكمال, وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
 


 
Friday, April 19, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل