مجلة العدل


أحكام الإحداد. / راشد بن فهد آل حفيظ طباعة

القاضي في المحكمة العامة في المخواة سابقاً ( يرحمه الله )

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً .. أما بعد :
فقد كانت المرأة في الجاهلية تعاني الظلم بسبب وفاة زوجها، فمن حزنها على فراقه إلى حياة قاسية، سنة كاملة، تجتنب فيها كل ملذات الدنيا، وتقع في الشدة والمشقة والحرج فلا تستعمل طيباً، ولا تقص شعراً، ولا تغسل جسماً، ولا تقلم ظفراً، وتلبس شر ثيابها وأخبثها، وتعتزل مجتمعها في بيت صغير قديم، تمكث فيه حولاً كاملاً، ثم بعد ذلك تخرج في أقبح صورة وأشنع منظر، وأسوأ حال مما كانت عليه، فتعمد إلى دابة فتفتض بها، فقلما افتضت بشيء إلا مات، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :" قد كانت إحداكن تكون في شر بيتها في أحلاسها، أو في شر أحلاسها في بيتها حولاً فإذا مر كلب رمت ببعرة فخرجت، أفلا أربعة أشهر وعشراً"  .

 


 
Saturday, April 20, 2024 


جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة العدل